الباحث عن الحقيقة

بر الوالدين في السنة النبوية

بر الوالدين في السنة النبوية
بر الوالدين في السنة النبوية

أولى الإسلام اهتماما بالغا بالأسرة المسلمة ووطد العلاقة بين أفرادها من خلال منظومة متكاملة من الحقوق والواجبات المنضبطة بأسس العدل والتراحم والمحبة، وهو الأساس الذي وضعه الإسلام ليكون قاعدة بناء الأسرة المسلمة حيث قال الله تعالى:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (سورة الروم: 20)

ومن أعظم الحقوق وأوجبها في منظومة الأسرة المسلمة هي حقوق الوالدين، فقد وضعه القرآن في منزلة سامية تلي منزلة التوحيد، كما تخبرنا آيات كريمة كثيرة منها:

(وَاعْبُدُوا اللََّ وَلَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (سورة النساء: 36)


(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّ تَعْبُدُوا إِلَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (سورة الإسراء: 23)

ويأتي هذا التأكيد عرفانا بحقوق الوالدين وأهمية برهما وطاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما، لما لهما من جميل إحسان سابق تجاه أبنائهما حيث تحملا من أجلهم المشاق والمصاعب وقاما بحقوقهم من تربية وتقويم وتعليم وإنفاق ورعاية، دون كلل أو تعب. وهذه الحقوق والواجبات المتبادلة هي الطريق المستقيم والركيزة الأساسية للمجتمع المسلم المنضبط المترابط القوي، الذي لا يُهمل فيه ضعيف أو مريض أو صغير أو مسن.

وهذه الحقوق قد سبق فيها الإسلام النظم المستحدثة في الغرب مثل: (رعاية الشيخوخة، ورعاية الأمومة والمسنين ويوم الأم ويوم الأب) حيث جاء بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما والإحسان إليهما ووجوب رعايتهما.

والنصوص التي بين أيدينا هي عبارة عن ثلة منتقاة من صحيح كلام خير البشر (صلى الله عليه وسلم) تصف أهمية بر الوالدين ووجوب الإحسان إليهما وطاعتها ورعايتهما خصوصا عند الكبر وخطورة وعظم جرم عقوقهما والإساءة إليهما، وقد تم تقسيم هذه الأحاديث إلى عدة أقسام، حيث أوردنا الأحاديث الواردة في بر الوالدين عموما في قسم خاص ثم الأحاديث الواردة في بر الأم، ثم بر الأب، ثم بر أقارب الوالدين، ثم الأحاديث الواردة في عقوق الوالدين.

وقد راعينا هذا التصنيف بغية التسهيل والإلمام، حيث جمعنا ما نما إليه علمنا مما صح من حديث النبي الكريم ]، مع البدء في كل باب بالأحاديث التي وردت في الصحيحين يليهما ما ورد عند البخاري ثم مسلم ثم ما ورد في كتب السنن والمسانيد.

ونأمل أن نكون قد عرضنا من خلال هذه النصوص بر الوالدين كما ورد عن نبينا متوخين في ذلك ما صح من الأحاديث التي اخترنا أكثرها من الصحيحين، وما كان من غيرهما فقد اعتمدنا على انتقاء الصحيح منها وفقا لتخريج الإمام الألباني رحمه الله تعالى مع ذكر مصدر التخريج، داعين الله تبارك وتعالى أن تكون خالصة لوجهه الكريم.

اضغط هنا لتحميل الكتاب

مواضيع ذات صلة